مع بداية القرن السادس عشر الميلادي كان اليمنيين يزرعون القهوة ويبتكرون طرقا لتحضيرها حيث وصلت اليهم مؤخراً من اثيوبيا وأخذت شعبية هذه الشجرة تنتشر في العالم كله بشكل متسارع .في ذلك الوقت كانت حركة الاستعمار في أوجها وكان العالم يقبع تحت سيطرة المستعمرين الأوروبيين من شرقه الى غربه
إندونيسيا كانت من الدول التي وقعت تحت الإستعمار الهولندي ، نظراً لخصوبة الأرض وقدرتها الانتاجية العالية
الا ان القهوة لم تكن قد وصلت الى هناك بعد ، لكن التجارالهولنديين وجدوا فرصة مناسبة لأستزراعها في مستعمراتهم الشرقية بعد أن فشلت المحاولات لزراعتها في أوروبا حيث الجو و الارتفاع والبيئة غير مناسبة لزراعتها هناك
وكان الخيار ان يتم زراعتها في إندونيسيا وبالفعل قاموا بنقل بعض الأنواع اليمنية الى هناك عن طريق ميناء المخا وذلك في عام ١٦١٦ مروراً بالهند حتى وصلت للمزارع الاندونيسية بنهاية القرن السادس عشر
وخلال السنوات اللاحقة اصبح الهولنديون أكبر منتجي القهوة في العالم
قبل وصول الهولنديين لإندونيسيا كانت تقبع تحت الأستعمار البرتغالي الذي أذاقهم صنوف العذاب والإذلال والاستغلال
وعند وصول الهولنديين تحالف المسلمون الإندونيسيين معهم ظناً منهم أنهم افضل حالاً من البرتغاليين لكنهم كانوا أسوأ بمراحل وبعد سيطرتهم على الجزر الاندونيسية قتلوا وشردوا الألاف ونهبوا وصادروا الكثير من الأملاك ولم يكونوا أفضل حالاً من اخوانهم البرتغاليين .
بالطبع واجهت القوات المستعمرة رفضاً ومقاومة من السكان المسلمين بعد أن تبين لهم أنهم مخطئين في التحالف مع الهولنديين ضد البرتغاليين
حيث نكث الهولنديون جميع المعاهدات والضمانات التي أعطوها للمسلمين إن هم ناصروهم على البرتغاليين
ويجدر بنا ان نذكر قصة أحد الأبطال الذين واجهوا الاستعمار بقوة وكبده خسائر فادحة
الأمير المجاهد ترونوجويو من أبناء جزيرة جاوة حيث أخذ على عاتقه مقاومة المحتلين بكل ما أوتي من قوة وبدعم من السكان المحليين كان يوقع بهم الهزائم في كل معركة تدور بينه وبينهم .
عند إعلانه ل الثورة المسلحة في وجه المستعمر الأوروبي كان قد وصل لمستعمراتهم و قضى على عدد كبير منهم
وفي عام ١٦٧٦ حشدت القوات الهولندية جيش ضخم مدعم بقوات محلية هندوسية وبدأت الزحف براً وبحراً للقضاء على ترونوجويو وحين وصلوا كان الأمير مع القبائل المحلية في إنتظارهم ودارت عدة معارك حامية انتصر فيها ترونوجويو ومزق تحالفهم وقضى على عدد كبير منهم و أستمر في زحفه للقضاء على مستعمراتهم
في هذا الوقت كانت هولندا قد حشدت جميع جنودها وأساطيلها وقواتها وجواسيسها في جاوة للقضاء على ترونوجويو،
وفي أحد الأيام دارت بينهم وبينه معركة شديدة في أدغال الجزيرة وأستطاعوا القبض عليه ليقومو باعدامه لاحقاً
نعود لحديثنا عن القهوة
كان الهولنديين يمنعون على السكان المحليين استهلاك القهوة
ويوقعون أشد العقاب على من يشرب القهوة
حيث كانوا يمارسون نظام زراعي قسري يجبر السكان المحليين على العمل في الحقول ويمنعهم من إستهلاك اي شيء من هذه المنتجات المعدة ل التصدير الى أوروبا
في ذلك الوقت لاحظ السكان المحليين أن نوع من الحيوانات التي تعيش قرب مستعمرات القهوة يتغذى على الحبوب الناضجة وينتقي الحبات الجيدة
يسمى هذا الحيوان ب اللواك و لم يكن هناك أي طريقة للحصول على القهوة الا من فضلات هذا الحيوان وذلك بسبب النظام القسري الذي تتبعه قوات الاستعمار الهولندية
واصبحت القهوة التي يتم معالجتها من فضلات هذا الحيوان مشهورة جداً لأنه كان ينتقي الحبات الناضجة والجيدة فقط حتى أعتاد عليها كثير من السكان حتى بعد زوال الأستعمار و أصبحت مشهورة عالمياً
فأصبح هذا الحيوان مطارد في بيئته ويوضع في الأسر ويتم اطعامه كميات من القهوة الناضجة والغير ناضحة و بكميات كبيرة فقط لينتج هذا النوع من القهوة والتي يروج لها أنها أفضل انواع القهوة وهذا خطأ.
الإسلام يحرم الأكل المستقذر ويحفظ للحيوان كرامته
وهذه القهوة لم تكن الا طريقة للحصول على البن تحت ظروف قاسية و لولا الإستعمار لما اضطر الناس لها
فهذه القهوة ليست مختصة ولا تمت للقهوة المختصة بأي صلة
اترك رد